العصبية الزائدة تشير إلى حالة من القلق أو التخوف الشديد الذي يتجاوز ما يعتبر طبيعيًا في موقف معين. تتميز حالة العصبية بمشاعر شديدة من القلق والتوتر والأرق والخوف، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض جسدية.
و من الجدير التنويه إلى أنه يمكن أن تتداخل العصبية و التوتر الزائد مع الأداء اليومي ويؤثر على جوانب مختلفة من حياة الشخص، بما في ذلك علاقاته وأدائه في العمل أو المدرسة. وقد يؤدي أيضًا إلى سلوكيات التجنب، حيث يحاول الأفراد تجنب المواقف أو المحفزات التي تسبب لهم هذه العصبية.
العصبية الزائدة |
كما يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن العصبية المفرطة يمكن أن تكون أحد أعراض اضطرابات القلق و الذي يشمل عدة أنواع، مثل اضطراب القلق العام (GAD)، أو اضطراب القلق الاجتماعي. و تتضمن هذه الحالات قلقًا أو خوفًا مستمرًا ومفرطًا بشكل غير متناسب مع التهديد أو الموقف الفعلي. فإذا كنت تعاني من العصبية المفرطة التي تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، فمن المستحسن طلب المساعدة المهنية قبل أن تتفاقم أعراض العصبية و تخرج عن السيطرة. لذلك عليك أولا أن تميز الأعراض التي تعاني منها و تعرف السبب الرئيسي لهذه العصبية الزائدة كي تصل إلى الحل المثالي الذي يخلصك منها. في هذا المقال سنحاول الإحاطة بكل الجوانب المتعلقة بالعصبية المفرطة كي يكون لديك في الأخير فهم شامل للحالة و بالتالي إدراك و قدرة أكبر على التحكم فيها و معالجتها.
ما هي أعراض العصبية؟
تظهر العصبية الزائدة، المعروفة أيضًا باسم القلق، من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض، الجسدية والنفسية. قد تختلط لديك الأعراض بين ما هو طبيعي و بين ما هو مفرط، صح؟ غير أنه تختلف هذه الأعراض في شدتها ومدتها اعتمادًا على الفرد ونوع اضطراب القلق الذي قد يعاني منه. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة المرتبطة بالعصبية المفرطة:
1. الأعراض الجسدية:
- زيادة معدل ضربات القلب أو خفقان القلب، و ربما الارتعاش أو الاهتزاز.
- سرعة التنفس أو ضيق التنفس
- التعرق المفرط و جفاف الفم
- الشعور بالدوار و ربما الصداع
- اضطراب في المعدة، و الشعور بالغثيان أو الإسهال
- توتر العضلات أو آلامها،
2. الأعراض النفسية:
- القلق المزمن، الخوف المفرط، مشاعر الرهبة أو الهلاك الوشيك
- التهيج السريع لأتفه الأسباب، الشعور بالتوتر، و صعوبة السيطرة على ردات الفعل رغم ادراكك أن لا شيء يستحق كل هذا الإنفعال.
- صعوبة في التركيز و تشتت الذهن، إضافة للأفكار المتسارعة ( إن كنت تعاني من هذا الأخير اقرأ مقال كيفية التخلص فرط التفكير )
- الارهاق بدون سبب، و صعوبة في النوم أو ربما المعاناة من الأرق ليلا
- تجنب و الهروب من المواقف التي تسبب القلق لأنك صرت لا تحتمل
- الشعور بالحكم من قبل الآخرين و الحساسية الزائدة
هل العصبية الزائدة اضطراب نفسي؟
العصبية الزائدة ليست اضطرابًا نفسيًا محددًا في حد ذاته. ومع ذلك، يجب أن تعلم أنه يمكن أن تكون العصبية المفرطة أحد الأعراض أو السمة الرئيسية للعديد من الاضطرابات النفسية المعروفة، وفي المقام الأول اضطرابات القلق ( للتعمق أكثر في هذا الموضوع اقرأ مقال ما هو اضطراب القلق و ما هي أنواعه؟ ).
اضطرابات القلق هي مجموعة من حالات الصحة العقلية التي تتميز بالقلق المفرط والمستمر أو الخوف أو القلق الذي يضعف بشكل كبير أداء الشخص ونوعية حياته. فيما يلي بعض اضطرابات القلق الشائعة، و هي مجرد أمثلة قليلة من اضطرابات القلق، ولكل منها معاييرها الخاصة للتشخيص، حيث يمكن أن تكون العصبية المفرطة عنصرًا أساسيًا في هذه الاضطرابات.
اضطراب القلق العام (GAD)
يعاني الأفراد المصابون بنوع اضطراب القلق العام من قلق مفرط ولا يمكن السيطرة عليه بشأن جوانب مختلفة من حياتهم، مثل العمل والصحة والعلاقات، وغالبًا ما يكون القلق غير متناسب مع الوضع الفعلي الحقيقي.
اضطراب الهلع
من اسمه ستعلم أن اضطراب الهلع يتضمن نوبات هلع متكررة وغير متوقعة، تأتيك فجاة دون سابق إنذار! هي عبارة عن نوبات مفاجئة من الخوف الشديد، الشعور بالهلاك، أو الانزعاج غير المبرر و المصحوب بأعراض جسدية مثل تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس وألم في الصدر ( تحسّ روحك رح تطلع! ).
اضطراب القلق الاجتماعي ( الرهاب الاجتماعي )
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي من خوف شديد من المواقف الاجتماعية، مثل التحدث أمام الجمهور، مقابلة أشخاص جدد، مراقبتهم من قبل الآخرين، أو مشكلة أنهم حين يكونوا بين آخرين لا يعرفون ماذا يقولون أو كيف يتصرفون! و غالبًا ما يشعرون بالقلق من التعرض للإحراج أو الإذلال أو ربما الحكم السلبي من قبل الآخرين.
أنواع معينة من الرهاب
تتضمن الخوف الشديد وتجنب أشياء أو مواقف معينة، مثل رهاب المرتفعات أو الطيران أو العناكب أو الحقن .. أو ربما الأماكن الضيقة!
اضطراب الوسواس القهري (OCD)
يتميز الوسواس القهري بأفكار و هواجس دخيلة غير مرغوب فيها، بالإضافة إلى سلوكيات متكررة أو أفعال عقلية عبارة عن إكراهات يلزم القيام بها بشكل معين أو عدد مرات محدد استجابة لهذه الأفكار و الهواجس. ربما تضطر لترميش عينيك بعدد معين، أو لمس السطح ثلاث مرات!
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
يمكن أن يتطور اضطراب ما بعد الصدمة بعد تجربة أو مشاهدة حدث صادم. تشمل الأعراض الذكريات المتطفلة، الكوابيس المتكررة، و تهرب من كل ما له علاقة بالذكريات (على الأغلب قد مزقت الصور القديمة!).
أسباب العصبية المفرطة |
ما هي أسباب العصبية الزائدة؟
يمكن أن يكون للعصبية الزائدة أو القلق المتزايد أسباب متعددة، وغالبًا ما يكون نتيجة لمجموعة من العوامل. غير أنه من المهم أن تلاحظ أن هذه العوامل لا تضمن تطور القلق أو العصبية المفرطة، فقد يستجيب الأفراد المختلفون لهذه العوامل بشكل مختلف، و وجود عامل واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة أن شخصًا ما سيعاني منعصبية مفرطة. بالإضافة إلى ذلك، ليس كل حالات العصبية لها سبب محدد. فيما يلي بعض العوامل المختلفة التي يمكن أن تساهم في تطور العصبية الزائدة:
- العوامل الوراثية: هناك أدلة على أن الجينات تلعب دوراً في اضطرابات القلق، انظر إلى تاريخ عائلتك، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق هم أكثر عرضة للإصابة بالعصبية المفرطة، و هذا ما يشير إلى استعداد وراثي مسبق للإصابة بالقلق و العصبية.
- كيمياء الدماغ: يمكن للناقلات العصبية وهي مواد كيميائية في الدماغ تنظم المزاج والعواطف أن تؤثر على مستويات القلق، فقد ارتبطت الإختلالات في الناقلات العصبية مثل السيروتونين و الدوبامين وحمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) باضطرابات القلق.
- العوامل البيئية: تؤدي أحداث الحياة المجهدة أو التجارب المؤلمة إلى إثارة العصبية أو تفاقمها. تشمل هذه الأحداث فقدان أحد أفراد الأسرة، سوء المعاملة، الحوادث و الكوارث الطبيعية، أو التغييرات الكبيرة في الحياة مثل الانتقال أو بدء وظيفة جديدة.
- تجارب الطفولة: تجارب الطفولة السلبية، مثل الإهمال، صراع الوالدين ( من أكبر و أسوء الأسباب )، سوء المعاملة أو التوتر المزمن خلال فترة الطفولة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلق و العصبية الزائدة في وقت لاحق من الحياة. إذ أن تجارب الحياة المبكرة تشكل نمو الدماغ وتؤثر على كيفية استجابة الأفراد للتوتر مستقبلا.
- السمات الشخصية: تساهم سمات شخصية معينة في العصبية. الأفراد الذين هم بطبيعتهم أكثر عرضة للسعي إلى الكمال، من لديهم نقد ذاتي عالي، ربما تدني احترام الذات، أو ربما الميل إلى الإفراط في التفكير واجترار الأفكار، هؤلاء قد يكونون أكثر عرضة للقلق.
- العوامل المعرفية: أنماط التفكير السلبية المتكررة في دماغك تلعب دورا أساسيا في تفاقم العصبية المفرطة مثل: التفكير التشاؤمي، التركيز على ما هو سلبي من الأمور، الإفراط في التعميم، أو القلق المستمر.
- الحالات الطبية: يمكن أن تظهر بعض الحالات الصحية مع زيادة أعراض القلق و العصبية المفرطة و تساهم أيضا في تفاقم هذه الحالات مثل: اضطرابات الغدة الدرقية، مشاكل القلب والأوعية الدموية، مشاكل الجهاز التنفسي، الإختلالات الهرمونية.
- تعاطي المواد: يمكن أن يؤدي تعاطي مواد معينة إلى زيادة القلق. حيث تتسبب هذه المواد في تعطيل كيمياء الدماغ، الوقوع في فخ الإدمان، و منه خلق دائرة من الاعتماد والعصبية المتزايدة و تفاقم أعراض القلق.
- الآثار الجانبية و الانسحاب: بعض المواد التي يتعاطاها الشخص قد تسبب أعراضًا تشبه أعراض القلق كآثار جانبية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الانسحاب من بعض المواد إلى إثارة القلق الارتدادي.
- السلوك المكتسب: يجب أن تعلم أنه يمكن اكتساب العصبية المفرطة من خلال الملاحظة أو التكيف. إذا شهد الأفراد أو واجهوا مواقف تثير القلق بشكل متكرر، فقد يطورون نمطًا من الاستجابات العصبية.
ما هي أضرار العصبية الزائدة
العصبية لا تسبب عادةً ضررًا جسديًا للجسم أو لأعضاء معينة. ومع ذلك، فإن القلق المطول أو الشديد يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة العامة للشخص ونوعية حياته. فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها العصبية الزائدة على الفرد:
1. الصحة العقلية والعاطفية
2. الصحة البدنية
3. التأثير على العلاقات
4. ضعف الأداء اليومي
5. قيود نمط الحياة
التخلص من العصبية الزائدة |
كيف أتخلص من العصبية المفرطة؟
كيف أعالج نفسي من العصبية هو السؤال الجوهري في موضوع العصبية، غير أنه عليك معرفة أن تجربة كل شخص مع العصبية المفرطة و القلق بشكل عام هي تجربة فريدة من نوعها، وليست كل الاستراتيجيات تعمل بنفس الطريقة بالنسبة للجميع. لذلك من المفيد تجربة تقنيات مختلفة وتحديد أي منها يناسبك بشكل أفضل، أنصحك بأن تتحلى بالصبر مع نفسك وأن تفهم أن إدارة العصبية و القلق هي عملية مستمرة، و مع الوقت والممارسة والدعم، فإنه من الممكن تقليل العصبية الزائدة وإدارتها بشكل فعال. فيما يلي بعض الاستراتيجيات والتقنيات التي يمكن أن تساعدك في تقليل وإدارة العصبية الزائدة التي تعاني منها:
- التنفس العميق: حاول ممارسة تمارين التنفس العميق للمساعدة على تهدئة جسمك وعقلك. تنفس ببطء من خلال أنفك، واحبسه لبضع ثوان، ثم قم بالزفير ببطء من خلال فمك. يمكن لهذه التقنية تنشيط استجابة الجسم للاسترخاء و تخفيف أعراض القلق. قد قمنا بكتابة هذا المقال خصيصا لك لتستفيد و تثقف نفسك به عن طريقة تنفس ويم هوف.
- استرخاء العضلات التدريجي: يتضمن الاسترخاء التدريجي للعضلات شد وإطلاق مجموعات عضلية مختلفة لتعزيز الاسترخاء. ابدأ بإرخاء مجموعة العضلات (على سبيل المثال، يديك) لبضع ثوان ثم حرر التوتر مع التركيز على الإحساس بالاسترخاء. تحرك عبر كل مجموعة عضلية في جسمك، وقم بإرخائها تدريجيًا. قد تساعدك هذه الجلسة على الاسترخاء: جلسة تأمل للإسترخاء.
- اليقظة الذهنية والتأمل: انصحك و بشدة بممارسات اليقظة الذهنية أو التأمل لتنمية الوعي باللحظة الحالية وتقليل القلق، و تتخلص من التفكير فيما هو قادم و الذي ربما لن يأتي أبدا! تتضمن هذه الممارسة مراقبة الأفكار و الأحاسيس دون إصدار أحكام، التركيز على الحاضر، والسماح للمخاوف بالمرور دون الوقوع فيها.
- إعادة الهيكلة المعرفية: و يكون بإعادة صياغة الأفكار السلبية أو القلق المزمن، و ذلك بتحديد أنماط التفكير غير العقلانية أو غير المفيدة واستبدالها بأفكار أكثر توازناً وواقعية. مارس الحديث الذاتي الإيجابي، استعمل التوكيدات الإيجابية لبناء نمط تفكير إيجابي و تخلص من التفكير التشاؤمي الهدام. لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع اقرأ مقال: ما هي التوكيدات الإيجابية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: مارس التمارين الرياضية بانتظام لأنها تطلق مادة الإندورفين، والتي هي كما تعلم تحسن المزاج وتقلل من القلق و العصبية. ابحث عن الأنشطة التي تستمتع بها، مثل المشي، الركض، التمارين الهوائية، الرقص، الذهاب للجيم و غيرها الكثير، و اسعى إلى ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع و ليس بالضرورة كلها. نصيحة عالسريع أنا أفعلها: أثناء ممارستك للتمارين الرياضية باختلاف شدتها و نوعها، أخرج كل ما بداخلك من قلق و عصبية و غضب في التمرين: اصرخ و بقوة، حرر جسدك و ركز مع كل حركة، و ارمي ما بين يديك بكل قوة مشحونا بشعور الغضب الذي هو بداخلك، صدقني مع الوقت رح تتحرر!
- نمط حياة صحي: حافظ على نمط حياة صحي من خلال الحصول على قسط كاف من النوم، تناول نظام غذائي متوازن، قلل قدر الإمكان من استهلاك مواد مثل الكافيين. و إليك هذه المعلومة أن الأمعاء هي الدماغ الثاني للإنسان! معلومة جديدة؟ قد كتبت هذا المقال خصيصا لك لتفهم مدى تأثير أمعائك و صحتها و ما تأكله على دماغك و مزاجك العام: الأمعاء الدماغ الثاني للإنسان.
- تقنيات إدارة التوتر: استعمل تقنيات إدارة التوتر، مثل إدارة الوقت، تحديد أهداف بواقعية و تقسيمها، تحديد الأولويات و الرعاية الذاتية. أيضا مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، الاستماع إلى الموسيقى الهادئة، أخذ حمام دافئة قبل النوم أو ممارسة الهوايات لتقليل التوتر.
- الدعم الاجتماعي: اطلب الدعم من أحبائك و أصدقائك أو من المختصين. فمشاركة مخاوفك ومشاعرك مع أشخاص تثق فيهم يمكن أن يوفر لك الراحة والطمأنينة و يفرغ ما في صدرك قبل أن يتراكم و ينفجر في لحظة عصبية غير متحكم فيها. نهاية ما تراكمه داخلك إما المرض أو الإنفجار!
- العلاج بالمواجهة: قم بتعريض نفسك تدريجيًا للمواقف أو المثيرات المخيفة أو المثيرة لقلقك و عصبيتك ثم حاول و بوعي ذاتي التحكم في ردة فعلك اتجاهها. هذه الطريقة يمكن أن تساعدك في إزالة حساسيتك تجاه المحفزات المسببة لعصبيتك وبناء الثقة في إدارة مشاعر القلق في تلك اللحظة. هذه الطريقة من أقوى الطرق و أصعبها في نفس الوقت، شخصيا لي تجربة مع هذه الطريقة، و الفائدة التي حصلتها منها كانت سريعة و دائمة.
- المساعدة المهنية: إذا كان القلق و العصبية المفرطة يؤثران و بشكل كبير على حياتك اليومية و لم يعد لديك القدرة على التحكم فيهما، ففكر في طلب المساعدة من المختصين.
التخلص من العصبية المفرطة |
كيف يساعد التأمل في التخلص من العصبية الزائدة
يقدم التأمل العديد من الفوائد للتخلص من العصبية وإدارة التوتر و القلق. لكن يجب الإشارة إلى أن فوائد التأمل قد تختلف من شخص لآخر، والممارسة المستمرة هي المفتاح. من المفيد البدء بجلسات تأمل قصيرة ثم زيادة المدة تدريجيًا، و من المفيد أيضًا طلب التوجيه من معلمي التأمل أو البرامج القائمة على اليقظة الذهنية أو تطبيقات التأمل لدعم ممارستك وانتظامك. على قناة ثيتا|Theta قد وفرنا العديد من جلسات التأمل المجانية ما عليك إلا أن تنتظم عليها و تجعلها ضمن روتينك اليومي. و فيما يلي بعض المزايا و الفوائد من دمج التأمل في حياتك اليومية:
- التخلص من التوتر: التأمل معروف بتأثيراته في تقليل التوتر، فمن خلال ممارسة التأمل بانتظام، يمكنك تنشيط استجابة الجسم للاسترخاء بسرعة، مما يساعد على مواجهة التأثيرات الفسيولوجية والنفسية للتوتر، و بالتالي تخفيض و ربما التخلص من العصبية المفرطة و القلق المزمن.
- تهدئة العقل: العصبية المفرطة غالباً ما تنطوي على زحمة الأفكار في عقلك. التأمل يزرع الشعور بالهدوء ويساعد على تهدئة العقل، من خلال الحضور المركّز أو التأمل الذهني، يمكنك تعلم مراقبة الأفكار المقلقة والانفصال عنها، مما يسمح لها بالمرور دون الوقوع فيها.
- الإستقرار العاطفي: يعزز التأمل المهارات العاطفية، مما يسمح لك بمراقبة وقبول عواطفك دون أن تطغى عليك. من خلال الممارسة المنتظمة للتأمل، يمكنك تطوير شعور أكبر بالاستقرار العاطفي و المرونة، مما يقلل من تأثير القلق على حالتك المزاجية و بالتالي القدرة على كبح العصبية المفرطة التي يمكن أن تباغتك في أي لحظة!
- زيادة الوعي الذاتي: يعزز التأمل الوعي الذاتي من خلال تشجيعك على مراقبة أفكارك وأحاسيسك وعواطفك دون إصدار أحكام. يمكن أن يساعدك هذا الوعي الذاتي المتزايد في التعرف على أنماط التفكير القلقة والاستجابة بشكل أكثر فعالية لمحفزات القلق و القدرة على تقليص تأثيرها عليك. شخصيا، ساعدني التأمل كثيرا في فهم نفسي و ما أشعر به داخليا، و الأكثر من هذا ساعدني على فهم الأسباب و بالتالي رحلتي مع ذاتي صارت أوضح، أسهل و أكثر تقبلا.
- تحسين التركيز: القلق المزمن و العصبية المفرطة تضعف من قدرتك على التركيز. ممارسة التأمل بانتظام، مثل التأمل الذهني، يمكنك من تعزيز التحكم في الانتباه وتحسين التركيز. كما يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص عند إدارة المهام أو المواقف التي تثير القلق عادةً.
- الاستجابة للاسترخاء: الانخراط في التأمل يسمح بتحفيز الإستجابة للإسترخاء في الجسم، و هذا يسمح بخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم وتوتر العضلات. هذا الاسترخاء الفسيولوجي يمكن أن يقاوم الأعراض الجسدية المرتبطة بالمواقف التي تثير العصبية و التوتر.
- المنظور والقبول: التأمل يشجع على عقلية القبول وعدم إصدار الأحكام. من خلال ممارسة اليقظة الذهنية، يمكنك تنمية موقف القبول تجاه أفكارك ومشاعرك غير المستقرة، مما يقلل المقاومة ويسمح بتغيير المنظور.
- تعزيز المرونة: لطالما ارتبطت العصبية الزائدة بالحساسية المفرطة اتجاه المواقف، غير أن ممارسة التأمل المنتظمة تحسن قدرتك على التعامل مع المواقف العصيبة. فهو يساعد على تطوير المرونة ويزودك بالمهارات اللازمة للتنقل بين الأفكار والعواطف المقلقة بسهولة ورباطة جأش.
- نوم أفضل: يعطل القلق المزمن أنماط النوم، مما يؤدي إلى صعوبات في النوم و ربما كثرة النوم. و يمكن لتقنيات التأمل المصممة للنوم، مثل الصور الموجهة أثناء جلسات التأمل أن تعزز الاسترخاء وتحسن نوعية النوم، وبالتالي تقلل من اضطرابات النوم المرتبطة بالقلق. ( من هنا اقرأ مقال مفصل حول اضطرابات النوم )
- الرفاهية العامة: يرتبط التأمل بتأثيرات إيجابية مختلفة على الرفاهية العامة، بما في ذلك زيادة مشاعر الهدوء، تحسين احترام الذات، تعزيز التعاطف مع الذات، وإحساس أكبر بالسلام الداخلي. تساهم كل هذه الفوائد في خلق عقلية أكثر إيجابية و بالتالي يمكن أن تساعد في التخلص من العصبية المفرطة.
ما هي أسباب و أعراض العصبية المفرطة عند النساء
تتأثر العصبية المفرطة لدى النساء بعوامل مختلفة، منها العوامل البيولوجية والهرمونية والنفسية والاجتماعية. فيما يلي بعض الأسباب والأعراض الشائعة للعصبية المفرطة لدى النساء.
ما هي أعراض العصبية المفرطة عند النساء؟
- القلق و التوتر أو الهلع و الخوف الشديد والمستمر.
- تقلبات سريعة للمزاج، الحساسية المفرطة، سرعة التهيج و الرغبة في افتعال المشاكل!
- الميل للحزن و البكاء دون سبب محدد.
- صعوبة في التركيز و النسيان.
- اضطرابات النوم، بما في ذلك الأرق أو النوم الزائد.
- أعراض جسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب، ضيق في التنفس، توتر العضلات، والصداع، أو الانزعاج الهضمي، إضافة إلى الشعور بالإرهاق و التعب بدون بذل مجهود.
- تجنب المواقف التي تثير القلق.
- فرط التفكير و اجترار الافكار.
ما هي أسباب العصبية المفرطة لدى النساء؟
التغيرات الهرمونية
الحمل وبعد الولادة
يُحدث الحمل وفترة ما بعد الولادة تغيرات هرمونية كبيرة، اضطرابات في النوم، زيادة المسؤوليات، مما قد يساهم في زيادة القلق و العصبية عند المرأة. تعاني بعض النساء من اضطرابات القلق في الفترة المحيطة بالولادة، مثل اضطراب القلق العام في الفترة المحيطة بالولادة و اكتئاب ما بعد الولادة الذي يتميز بالقلق والعصبية المفرطة.
التحولات الحياتية والضغوطات
تواجه النساء ضغوطات فريدة تتعلق بالتحولات الحياتية مثل التغييرات المهنية، تحديات العلاقات، مسؤوليات الأمومة، أو رعاية الوالدين المسنين. يمكن لهذه الضغوطات أن تؤدي إلى ظهور أعراض العصبية الزائدة و تفاقمها.
العوامل الثقافية والاجتماعية
تساهم التوقعات المجتمعية والأعراف الثقافية في زيادة العصبية لدى النساء. الضغوط المتعلقة بصورة الجسم، أدوار الجنسين، التوقعات المجتمعية للنجاح، و التوفيق المستمر بين الأدوار المتعددة داخل و خارج البيت كلها تزيد من مستويات القلق و العصبية عند النساء.
الصدمة وسوء المعاملة
قد تكون النساء اللاتي تعرضن لصدمة أو سوء معاملة في الماضي، مثل الاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي، أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق و العصبية. تؤثر التجارب المؤلمة تأثيرًا عميقًا على الصحة العقلية وتساهم في زيادة القلق.
الوراثة والتاريخ العائلي
يزيد التاريخ العائلي لاضطرابات القلق أو الاستعداد الوراثي من احتمالية التعرض للعصبية المفرطة. يمكن أن تؤثر العوامل الوراثية على عمل الناقلات العصبية ونظام الاستجابة للضغط النفسي، مما يساهم في ظهور أعراض القلق.
حالات الصحة العقلية
غالبًا ما تتزامن بعض حالات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو اضطراب الوسواس القهري (OCD)، مع اضطرابات القلق. هذه الحالات قد تتفاعل مع القلق وتساهم في زيادة التوتر و العصبية المفرطة.
ما هي أسباب و أعراض العصبية المفرطة عند الأطفال
العصبية المفرطة لدى الأطفال قد تنتج من مجموعة متنوعة من العوامل، و من المهم التعامل مع تجاربهم بالتعاطف والدعم. للتعمق أكثر في هذا الموضوع اقرأ هذا المقال: العصبية المفرطة عند الأطفال.