ما هو تامل الهوبونوبونو
تأمل الهوبونوبونو، أو تقنية الهوبونوبونو هي تقنية لتنظيف الداتا العميقة لدى الشخص الذي يعاني من تسلط أفكار و تجارب الماضي السيئة عليه في الوقت الحاضر، و يريد التصالح معها، و التخلص من تأثيرها السلبي و المعيق عليه في حياته، أي تنظيف هذه المخلفات من داخله. و يعتبر الدكتور هيولين و هو طبيب نفسي، رائد هذه التقنية، و هو من ساهم في نشرها و تعريف العالم عليها.
إذن, فتقنية تأمل الهوبونوبونو هي تقنية للتحرر من الأفكار السلبية، و التخلص من الطاقات السامة المتراكمة بالجسم، و بالعقل الباطن للإنسان.
تقنية الهوبونوبونو هي للتصالح مع الذات، أو مع الآخرين، أو مع الظروف التي سبق و حدثت و خلفت أثرا سيئا على حياتك.
في الحياة، عند حصول سوء تفاهم أو خصومات دائما ما يؤشر على الشخص الآخر على أنه هو السبب في ما حصل، دون النظر في أنفسنا و دورنا في إحداث هذه الخصومة أو الظرف السيء. لذلك فتقنية الهوبونوبونو ترتكز في الأساس على إدراك الشخص أنه هو المسؤول عن كل ما حصل و يحصل معه، و أنه يتحمل مسؤولية مشكلته التي حصلت و آثارها عليه، و مسؤولية حزنه الناتج عن تلك الذكرى الأليمة. وفق تقنية الهوبونوبونو على المرء أن يعترف بخطئه، و يقر أنه بطريقة ما هو المسؤول عن كل شيء يحصل له.
ما هو تامل الهوبونوبونو |
تشتمل تقنية تامل الهوبونوبونو على أربع عبارات رئيسية، و هي: آسف، أرجوك سامحني، أنا أحبك، شكرا.
و يستخدم تامل الهوبونوبونو للتشافي في عدة جوانب من الحياة، أمهمها:- التسامح مع الذات
و ذلك بتنظيف كل الأفكار و المعتقدات السيئة و السامة حول نفسك، و أن تتصالح مع ذاتك بأن تعمل على إدراك من تكون، و التصالح و تقبل من تكون، و تحقيق حب الذات و رفع التقدير الذاتي، و السمو بنفسك كأولوية تتمتع بكل الاستحقاق العالي.
- العلاقات
أي شيء يربطك بالآخر سواء كان أحد من الأهل، أو الأصدقاء، أو حبيب، أو زوج، أو أي شخص حدث بينك و بينه سوء تفاهم، و ربما خصومة ما و أثرت على علاقتكما.
- جانب الرزق
و يشمل المهنة، الوفرة، أو المال بشكل عام، و ذلك بتنظيف كل الداتا المزيفة و الغير حقيقية حول المال، لتجلب و نجذب رزقا أوفر و أوسع.
تاريخ تقنية تامل الهوبونوبونو
تامل الهوبونوبونو هو تقنية قديمة أصلها من هاواي، و هي إحدى طرق التشافي التي اكتشفها الشامان القدامى بالمنطقة. حيث كانت الأسر و القبائل تستخدم تقنية الهوبونوبونو لفض النزاعات و الخصومات فيما بينهم، و ذلك بالاعتماد على أربع مراحل أساسية هي:
- التأسف و الاعتذار.
- طلب المسامحة.
- إظهار الحب و الاحترام.
- الشكر و الامتنان.
طوّرت هذه المراحل الأربعة لتامل الهوبونوبونو، و تم اختزالها في أربع عبارات أساسية من قبل دكتور في علم النفس هو الدكتور هيولين، و الذي استخدمها أول الأمر في علاج مرضى مختلين عقليا.
تنص فلسفة شعب هاواي القديم أن عدم الاتزان في الحياة و حدوث الأمراض هي أمور مخالفة لفطرة الحياة الحقيقية، و إنما هي نتاج الأفكار و المشاعر التي تستثار بواسطة الذكريات الحزينة و المؤلمة التي حدثت في الماضي. و لتحقيق التشافي الذاتي و الاتزان على المرء أن يقرّ بمسؤوليته في إخلال هذا التوازن.
هنا تأتي تقنية تأمل الهوبونوبونو كطريقة علاج جدا قوية، بجعلك تدرك أن كل شيء يحدث لك هو انعكاس لما يدور بداخلك، و أنك أنت فقط من يتحكم فيه. لهذا عليك أن تندم و تتأسف على ما تسببت فيه، و أن تطلب السماح و الغفران، و تعلن حبك و احترامك و امتنانك لما حدث لك، فهو درس عليك أن تتعلم منه و تتجاوزه في حياتك القادمة.
معنى كلمة هوبونوبونو
تقنية تنظيف الداتا - تأمل الهوبونوبونو |
الهدف من تقنية تأمل الهوبونوبونو هو الرجوع إلى التناغم. التناغم مع الذات، و التناغم مع الكون من حولنا. التناغم أين نعود إلى الفطرة الأصلية اللامحدودة و اللانهائية، و نكون في أوج قدراتنا و انفتاح أذهاننا على استقبال الإلهام و الأمور الرائعة في الحياة، بعيدا عن أي برمجيات، أو أفكار أو معتقدات خارجية.
فالإنسان حين تثقله الأفكار و الذكريات المؤلمة يقع في خدعة الوقت و المكان و يعلق فيها، و يعلق في شبكة عنكبوتية غير منتهية من الأفكار السّامة و المشاعر المؤلمة.
و هنا يأتي دور تامل الهوبونوبونو الذي يعني تعديل الأخطاء، أو إرجاع كل شيء إلى مكانه الصحيح من جديد و تقويمه. و إرجاع التدفق و السيران إلى الحياة، و الذي تم فقده في مرحلة ما من الحياة.
و معنى تكرار كلمة " بونو " مرتين هو أن يتجانس الداخل و الخارج فيحدث التجانس. و يقال أن الحكمة من تكرار الكلمة هو أن أساس الحياة هو الثنائية المترابطة: شخص - شخص، شخص - مال، شخص - ظرف .. دائما يوجد طرف و طرف آخر.
كيفية تطبيق تقنية الهوبونوبونو
تامل الهوبونوبونو في الأصل يعتمد على أربع مراحل أساسية لحدوث الشفاء و التصالح، حيث يتواجد الشخصين المتخاصمين أو الشخص الذي يريد العلاج أو المصالحة، و المعالج الذي يشرف على سير العملية، و الذي يكون محيط و مؤمن بشكل مطلق بفعّالية و نجاح تامل الهوبونوبونو.
هذه الطريقة القديمة لتامل الهوبونوبونو تغيرت مع الوقت و مع اشتهارها حول العالم. حيث تم تبسيط هذه المراحل الأربعة بغية الاستعمال الفردي في جلسة أو جلسات تامل، و أصبحت تسمى تقنية تنظيف الداتا. حيث أنه بتكرار تامل الهوبونوبونو ستتمكن من استرجاع الداتا الحقيقية إلى مكانها الصحيح، و التي هي الفطرة الأصلية حول الموقف أو الشيء الذي ترغب في معالجته و التصالح معه. و ستتمكن من إزالة كل الداتا المزيفة التي تم غرسها داخلك، و تم برمجة عقلك الباطن عليها، و التي لا تمثل الحقيقة، و إنما فقط أفكار خارجية، و وجهات نظر متضاربة.
متى نستخدم تقنية تأمل الهوبونوبونو
يُستخدم تامل الهوبونوبونو بغية تحقيق التصالح و التسامح، بغية تحقيق معادلة win-win أو رابح-رابح. فالكل رابح في هذه الطريقة من المعالجة، لا غالب و لا مغلوب، بل توازن في تحمل المسؤولية.
يلجأ المرء إلى تقنية تامل الهوبونوبونو لهدم الكثير من الأنماط الخاطئة داخله، و لاسترجاع التدفق و السيران إلى المنطقة التي يفتقر فيها إلى السيران السويّ و الصحيح للأمور، و لرفع الاستحقاق الذاتي. و أيضا للتخلص من الذكريات المؤلمة و الصدمات العميقة التي لم تشفى، و التصالح سواء مع الآخر أو الظرف أو مع الذات، و ذلك برفع التقدير الذاتي.
مراحل تطبيق تقنية الهوبونوبونو
تقنية تامل الهوبونوبونو |
لكي تبدأ تطبيق تقنية تأمل الهوبونوبونو أول شيء عليك فعله هو تحديد الأمر المعيق في حياتك، المعيق للسيران و تدفق الحياة، و يشدك دائما الى الوراء، إلى الماضي، سواء كانت خصومة أو مرض أو صدمة، أو مشاكل حدثت لك في الطفولة ..
ثاني شيء، هو أن تعلم أن كل ما حولك و يحصل لك هو ارتداد لما بداخلك سواء كان معتقدا، أو ذكرى، أو تجربة سابقة فاشلة، أو صدمة، أو معتقد زرع في عقلك منذ الطفولة، أو أي شيء له تأثير سلبي عليك و ترسخ في عقلك الباطن، لأن أي شيء حدث و أثر عليك سلبا سيجذب إليك دائما ما يماثله طالما لم تتحرر منه في الوقت المناسب، فصارت حياتك صورة مكررة عنه.
تقنية تأمل الهوبونوبونو يمكن تطبيقها على كل جوانب الحياة، و على كل شيء تريد التحرر منه، و ذلك بتنظيف الذاكرة من أي بيانات مشوّهة و غير حقيقية عن حدث ما، أو شخص أو شيء ما، و صناعة وعيك الخاص بك أنت، وعي فطري صاف.
يعتمد نجاح تقنية الهوبونوبونو على اعترافك و بكل قناعة بأنك المسؤول عن كل ما حدث و يحدث معك من أمور إيجابية و سلبية. و أن هناك شيء ما بداخلك تعلمه أو لا تعلمه يقوم بجذب هذه المواقف و الأمراض لتحدث لك، أو هؤلاء الأشخاص كي يظهروا في حياتك. و أن مشاكلك جميعها لا علاقة لها بشخص معين، و لا بمكان معين، و لا بوقت و لا ظرف محدد.
بوصولك إلى هذه المرحلة المتقدمة من مصارحة الذات و تحمل مسؤولية كل ما يحدث في حياتك، حينها فقط ستلتمس النتائج الرائعة لتامل الهوبونوبونو. لكن إن كنت من النوع الذي دائما ما يشتكي بأن الآخرين هم سبب مشاكلك، فإن التقنية لا تصلح لك إلا إذا تغيرت من داخلك.
إذا توقفنا عن الشّكوى مما هو قادم سنكون بخير
تمرين تامل الهبونوبونو يعتمد بشكل أساسي على القدرة على التخيل، و استحضار المشاعر و التحكم فيها. أثناء ممارسة التامل و بواسطة التخيل أنت ستقوم باستحضار الموقف الذي حصل لك، أو الشخص المتخاصم معه، أو الصدمة التي تعرضت لها، في صغرك ربما، أو أي أمر تريد معالجته و التصالح معه. أثناء الاستحضار تخيل كل تفصيلة، كل الملامح، كل المشاعر و ردّات الفعل، لتتفاعل معها بشكل مختلف عما تفاعلت به وقتها، و تتصالح مع كل ما حدث.
كما ذكرنا سابقا، فإن تقنية تامل الهوبونوبونو تم اختزالها في عبارات ثلاث، و أصبحت تعرف أكثر بتقنية تنظيف الداتا، أو تقنية التنظيف. هذه العبارات هي: أنا آسف، أرجوك سامحني، أنا أحبك، شكرًا.
ربما قد تبدو لك أن هذه العبارات الأربع سهلة و بسيطة، لكن بمجرد أن تنخرط و تنغمس بعمق في التامل و في عملية تنظيف الداتا، و بمجرد المرور بكل مرحلة على حدا ستختبر مشاعرا فياضة و ارتياحا و سكينة مذهلين. يمكنك استعمال التوكيدات الايجابية أثناء جلسة تأمل الهوبونوبونو لإعطاء التقنية قوة و تنظيف أعمق و أكثر فاعلية، كما يمكنك استعمال توكيدات الامتنان في آخر الجلسة لتعطي جلسة تنظيف الداتا النهاية المناسبة لها و الغنية بالمشاعر الطيبة.
مراحل تقنية تأمل الهوبونوبونو |
أنا آسف
بشعورك بالتأسف و أنك فعلا آسف، و متيقن أنك لست ضحية و إنما أنت مسؤول عن المشكل الذي حصل لك، سواء اتجاه ذاتك، أو اتجاه شخص ما أو ظرف ما، بهذا أنت تضع قدمك نحو الطريق الصحيح لتحقيق التشافي. قوة الاعتراف بالذنب و الاعتذار قوة جبارة لا يدركها إلا الأقوياء المتصالحون مع أنفسهم و مع الحياة.
سامحني
لطلب السماح أول شيء عليك القيام به هو أن تطلب السماح من نفسك. نفسك التي حشرتها في وضع الضحية، و جلدتها بالكلمات المؤذية و الأفكار السامة. لأن من يقدر على مسامحة نفسه، و يتقبلها و يحتضنها بكل ما هي عليه، و يعترف بعيوبه، فلا وجود لإنسان كامل، سيكون من السهل عليه جدا أن يتسامح مع الآخرين و مع الظروف و المواقف الصعبة التي تعرض و يتعرض لها، و سيتعرض لها مستقبلا.
توجّه بالحديث إلى جسدك، إلى عقلك، أعضائك، أفكارك، ذكرياتك، مشاعرك، كل لبنة تكون ذاتك واعتذر منها واطلب المغفرة و السماح.
توجه للشخص الآخر واطلب السماح منه. "حقك علي غلطت بحقك و حق نفسي سامحني". سامحني لأني فعلت كذا و كذا، و تسببت في كذا و كذا، "سامحني لأنك عزيز علي و لا أرضى على قلبك يزعل علي".
توجه للظرف أو الموضوع التي حملت حوله أفكار خاطئة و مشوهة واطلب السماح. و أنك أخطأت في حق ذاتك لأنك لم تترك نفسك تستوعب الأمر على حقيقته الصافية، و لا منحت نفسك فرصة لتتعامل معه وفق هذه الحقيقة.
أحبك
أحبك هنا تعني أني أحبك و أحترمك و أقدّرك.
فالإعتراف بالحب نعمة. توجه بالحب لنفسك و للآخر و للظروف التي حصلت لك، و للتجارب و ما تعلمته منها. توجه بالحب للحياة ككل.
و إظهار الاحترام و التقدير هو أعلى مراتب المودة و الرحمة بين البشر، و بين الشخص و تجاربه في هذه الحياة.
في هذه المرحلة، أنت أصبحت تعلم نقاط ضعفك و قوتك و تحبها و تحترمها. و صرت تدرك بوضوح قيمة ذاك الشخص لديك و مشاعره و أفكاره اتجاهك، فأنت تحترمها الآن، و تقدرها و تتقبلها و تحبه لذاته و تحترمه. و الظروف التي تعرضت لها كانت دروسا قيّمة لك، تعلمت منها، و نضجت بها، فهي بمثابة المعلم لك، تحترمها و تحبها لأن لولاها لما أدركت الكثير، و لولا الأخطاء لما عرفت الصواب، و لولا مرارة الصعاب لما استمتعت بحلاوة النجاح.
شكرا
هذه المرحلة هي آخر مرحلة في عملية التنظيف باستعمال تقنية تأمل الهوبونوبونو. في هذه المرحلة تُظهر الشكر و الامتنان لكل ما حصل معك، لأنك صرت ترى الجانب المشرق من الموضوع. و أنك جدا ممتن على الدروس التي تعلمتها واكتسبت بها وعيا أعلى و أوسع، و صرت تتحمل المسؤولية بكل حب.
أشكر نفسك لوصولك إلى هذا المستوى المتقدم من التقبل و الوعي. أشكر الآخر على تفهمه و مسامحته لك. و اشكر زوال العائق بينك و بين ما تريد، و تدفق سيران الحياة الوافر و الغني مجددا إلى حياتك.
للحصول على شروحات مسموعة، و على جلسات تأمل جدا عميقة اشترك بقناتنا على اليوتيوب Theta.